القرآن لا يقدر أحد أن يأتى بمثله كما قال تعالى ( قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) فالانس والجن إذا اجتمعوا لم يقدروا أن يأتوا بمثل هذا القرآن مع قدرة كل قارىء على أن يقرأه ويبلغه
فعلم أن ما قرأه هو القرآن ليس هو مثل القرآن وأما الحروف الموجودة فى القرآن إذا وجد نظيرها فى كلام غيره فليس هذا هو ذاك بعينه بل هو نظيره وإذا تكلم الله باسم من الأسماء كآدم ونوح وإبراهيم وتكلم بتلك الحروف والأسماء التى تكلم الله بها فاذا قرئت فى كلامه فقد بلغ كلامه فإذا أنشأ الانسان لنفسه كلاما لم يكن عين ما تكلم الله به من الحروف والأسماء هو عين ما تكلم به العبد حتى يقال إن هذه الأسماء والحروف الموجودة فى كلام العباد غير مخلوقة فان بعض من قال إن الحروف والأسماء غير مخلوقة فى كلام العباد ادعى ان المخلوق إنما هو النظم والتأليف دون المفردات وقائل هذا يلزمه أن يكون أيضا والتأليف غير مخلوق إذا وجد نظيره فى القرآن كقوله ( يا يحيى خذ الكتاب ) وإن أراد بذلك شخصا إسمه يحيى وكتابا بحضرته
فان قيل يحيى هذا والكتاب الحاضر ليس هو يحيى والكتاب المذكور فى القرآن وان كان اللفظ نظير اللفظ قيل كذلك

__________


الصفحة التالية
Icon