وعباس بن عبد العظيم العنبرى وحرب بن إسماعيل الكرمانى ومن لا يحصى عدده من أكابر أهل العلم والدين وأصحاب أصحابه ممن جمع كلامه وأخباره كعبد الرحمن بن أبى حاتم وأبى بكر الخلال وأبى الحسن البنانى الاصبهانى وأمثال هؤلاء ومن كان أيضا يأتم به وبأمثاله من الأئمة فى الأصول والفروع كأبى عيسى الترمذى صاحب الجامع وأبى عبد الرحمن النسائى وأمثالهما ومثل أبى محمد بن قتيبة وأمثاله وبسط هذا له موضع آخر
وقد ذكرنا فى المسائل الطبرستانية و الكيلانية بسط مذاهب الناس وكيف تشعبت وتفرعت فى هذا الأصل
والمقصود هنا ان كثيرا من الناس المتأخرين لم يعرفوا حقيقة كلام السلف والأئمة فمنهم من يعظمهم ويقول انه متبع لهم مع انه مخالف لهم من حيث لا يشعر ومنهم من يظن أنهم كانوا لا يعرفون أصول الدين ولا تقريرها بالدلائل البرهانية وذلك لجهله بعلمهم بل لجهله بما جاء به الرسول من الحق الذى تدل عليه الدلائل العقلية مع السمعية فلهذا يوجد كثير من المتأخرين يشتركون فى أصل فاسد ثم يفرع كل قوم عليه فروعا فاسدة يلتزمونها كما صرحوا فى تكلم الله تعالى بالقرآن العربى وبالتوراة العبرية وما فيهما من حروف الهجاء مؤلفا او مفردا لما رأوا ان ذلك بلغ بصفات المخلوقين اشتبه بصفات المخلوقين فلم يهتدوا لموضع

__________


الصفحة التالية
Icon