السكون ضد الحركة فالقابل لأحدهما لا يخلو عنه وعن الاخر وهؤلاء يقولون السكون ليس بضد وجودى بل هو عدمى وإنما الوجودى هو الاحداث والافناء فلو قبل قيام الاحداث والافناء به لكان قابلا لقيام الاضداد الوجودية والقابل للشىء لا يخلو عنه وعن
ضده وهؤلاء لما أراد منازعوهم ابطال قولهم كان عمدتهم بيان تناقض أقوالهم كما ذكر ذلك أبو المعالى وأتباعه وكما ذكر الآمدى تناقضهم من وجوه كثيرة قد ذكرت فى غير هذا الموضع وغايتها أنها تدل على مناقضتهم لا على صحة مذهب المنازع
وثم طائفة كثيرة تقول أنه تقوم به الحوادث وتزول وانه كلم موسى بصوت وذلك الصوت عدم وهذا مذهب أئمة السنة والحديث من السلف وغيرهم وأظن الكرامية لهم فى ذلك قولان والا فالقول بفناء الصوت الذى كلم به موسى من جنس القول بقدمه كما يقول ذلك من يقوله من أهل الكلام والحديث والفقه من السالمية وغيرهم ومن الحنبلية والشافعية والمالكية يقول أنه كلم موسى بصوت سمعه موسى وذلك الصوت قديم وهذا القول يعرف فساده ببديهة العقل وكذلك قول من يقول كلمه بصوت حادث وان ذلك الصوت باق لا يزال هو وسائر ما يقوم به من الحوادث هى أقوال يعرف فسادها بالبديهة