جعله مثل المعدوم والممتنع فهو شر من هؤلاء فانه معطل ممثل والمعطل شر من المشرك
والله ثنى قصة فرعون فى القرآن فى غير موضع لاحتياج الناس الى الاعتبار بها فانه حصل له من الملك ودعوى الربوبية والالهية والعلو ما لم يحصل مثله لأحد من المعطلين وكانت عاقبته الى ما ذكر الله تعالى وليس لله صفة يماثله فيها غيره فلهذا لم يجز أن يستعمل فى حقه قياس التمثيل ولا قياس الشمول الذى تستوى أفراده فان ذلك شرك اذ سوى فيه بالمخلوق بل قياس الأولى فانه سبحانه ! ٢ < له المثل الأعلى في السماوات والأرض > ٢ ! فهو أحق من غيره بصفات الكمال وأحق من غيره بالتنزيه عن صفات النقص
وقد بسطت هذه الأمور فى غير هذا الموضع وبين أن من جعله الوجود المطلق والمقيد بالسلب أو ذاتا مجردة فهؤلاء مثلوه بأنقص المعقولات الذهنية وجعلوه دون الموجودات الخارجية والنفاة الذين قصدوا اثبات حدوث العالم باثبات حدوث الجسم لم يثبتوا بذلك حدوث شىء كما قد بين في موضعه (
ثم انهم جعلوا عمدتهم فى تنزيه الرب عن النقائص على نفى الجسم ومن سلك هذا المسلك لم ينزه الله عن شىء من النقائص البتة فإنه