المسلمون كلهم أن القرآن كلام الله ويمسك عن هذه الأقوال
وهؤلاء توقفوا عن حيرة وشك ولهم رغبة فى العلم والهدى والدين وهم من أحرص الناس على معرفة الحق فى ذلك وغيره لكن لم يعلموا الا هذه الأقوال الثلاثة قول المعتزلة والكلابية والسالمية وكل طائفة تبين فساد قول الأخرى وفى كل قول من الفساد ما يوجب الامتناع من قبوله ولم يعلموا قولا غير هذه فرضوا بالجهل البسيط وكان أحب اليهم من الجهل المركب وكان اسباب ذلك أنهم وافقوا هؤلاء على أصل قولهم ودينهم وهو الاستدلال على حدوث الاجسام وحدوث العالم بطريقة أهل الكلام المبتدع كما سلكها من ذكرته من أجلاء شيوخ أهل العلم والدين والاستدلال على امكانها بكونها مركبة كما سلك الشيخ الآخر وهذا ينفى عن الواجب أن يكون جسما بهذه الطريقة وذلك نفى عنه أنه جسم بتلك الطريقة وحذاق النظار الذين كانوا أخبر بهذه الطرق وأعظم نظرا واستدلالا بها وبغيرها قد عرفوا فسادها كما قد بسط فى غير هذا الموضع
والله سبحانه قد أخبر أنه ! ٢ < أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله > ٢ ! وأخبر أنه ^ ينصر رسله والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ^ والله سبحانه يجزى الانسان بجنس عمله فالجزاء من جنس العمل فمن خالف الرسل عوقب بمثل ذنبه فان كان قد قدح فيهم

__________


الصفحة التالية
Icon