دليل يدل عليه عاقبهم الله بجنس ذنوبهم فكان ما يقولونه فى هذا الباب خارجا عن العقل والسمع مع دعواهم أنه من العقليات البرهانية فاذا اختبره العارف وجده من الشبهات الشيطانية من جنس شبهات أهل السفسطة والالحاد الذين يقدحون فى العقليات والسمعيات
وأما السمع فخلافهم له ظاهر لكل أحد وانما يظن من يعظمهم ويتبعهم أنهم أحكموا العقليات فاذا حقق الأمر وجدهم كما قال أهل النار ! ٢ < لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير > ٢ ! وكما قال تعالى ^ والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ^
فلما كان حقيقة قولهم أن القرآن والحديث ليس فيه فى هذا الباب دليل سمعى ولا عقلى سلبهم فى هذا الباب معرفة الأدلة السمعية والعقلية حتى كانوا من اضل البرية مع دعواهم أنهم أعلم من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين بل قد يدعون أنهم أعلم من النبيين وهذا ميراث من فرعون وحزبه اللعين

__________


الصفحة التالية
Icon