دعاه الى الجحود والانكار كما قال ! ٢ < فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين > ٢ !
وأما هؤلاء فهم من وجه ينافقون المسلمين فلا يمكنهم اظهار جحود الصانع ومن وجه هم ضلال يحسبون انهم على حق وان الخالق هو المخلوق فكان قولهم هو قول فرعون لكن فرعون كان معاندا مظهرا للجحود والعناد وهؤلاء اما جهال ضلال واما منافقون مبطنون الالحاد والجحود يوافقون المسلمين فى الظاهر
وحدثنى الشيخ عبد السيد الذى كان قاضى اليهود ثم أسلم وكان من أصدق الناس ومن خيار المسلمين وأحسنهم اسلاما أنه كان يجتمع بشيخ منهم يقال له الشرف البلاسى يطلب منه المعرفة والعلم قال فدعانى الى هذا المذهب فقلت له قولكم يشبه قول فرعون قال ونحن على قول فرعون فقلت لعبد السيد واعترف لك بهذا قال نعم وكان عبد السيد اذ ذاك قد ذاكرنى بهذا المذهب فقلت له هذا مذهب فاسد وهو يؤول الى قول فرعون فحدثنى بهذا فقلت له ما ظننت أنهم يعترفون بأنهم على قول فرعون لكن مع اقرار الخصم ما يحتاج الى بينة قال عبد السيد فقلت له لا أدع موسى وأذهب