الا بتسفيهه وتجويره
فهؤلاء نفوا حكمته وعدله وأولئك نفوا قدرته ومشيئته أو قدرته ومشيئته وعلمه وهؤلاء ضاهوا المجوس فى الاشراك بربوبيته حيث جعلوا غيره خالقا وأولئك ضاهوا المشركين الذين لا يفرقون بين عبادته وعبادة غيره بل يجوزون عبادة غيره كما يجوزون عبادته ويقولون ( لو شاء الله ما اشركنا ( الآية وهؤلاء منتهى توحيدهم توحيد المشركين وهو توحيد الربوبية فاما توحيد الالهية المتضمن للأمر والنهى ولكون الله يحب ما أمر به ويبغض ما نهى عنه فهم ينكرونه ولهذا هم أكثر اتباعا لأهوائهم وأكثر شركا وتجويزا من المعتزلة ومنتهى متكلميهم وعبادهم تجويز عبادة الاصنام وان العارف لا يستحسن حسنة ولا يستقبح سيئة كما ذكر ذلك صاحب منازل السائرين وأما عبادة الاصنام فباح بها متأخروهم كالرازى صنف فيها مصنفا وابن عربى وابن سبعين وأمثالهما يصرحون بجواز عبادتها وبالانكار على من أنكر ذلك وهم متناقضون فى ذلك في ( القدرية ( اصلهم أنه لا يمكن اثبات قدرته وحكمته اذ لو كان قادرا لفعل غير ما فعل فلما لم يفعله دل على أنه غير قادر وقالوا تثبت حكمته كما يثبت حكمه لأن نفى ذلك يوجب السفه والظلم وهو منزه عنه بخلاف ما لم يقدر عليه فإنه معذور اذا لم يفعله

__________


الصفحة التالية
Icon