قيل بأمر الله الذى بعث به رسوله وأنزل به القرآن أم بأمر وقع فى قلبك فان قال بالأول ظهر كذبه فانه ليس فيما يأمر الله به رسوله أن يأتى بالكفار المشركين واهل الكتاب لقتل المسلمين وسبيهم وأخذ أموالهم لأجل ذنوب فعلوها ويجعل الدار تعبد بها الأوثان ويضرب فيها بالنواقيس ويقتل قراء القرآن وأهل العلم بالشرع ويعظم النجسية علماء المشركين وقساقسة النصارى وأمثال ذلك فان هؤلاء أعظم عداوة لمحمد ( ( وهم من جنس مشركى العرب الذين قاتلوه يوم أحد وأولئك عصاة من عصاة أمته وان كان فيهم منافقون كثيرون فالمنافقون يبطنون نفاقهم
وإن قال بأمر وقع فى قلبى لم يكذب لكن يقال من اين لك أن هذا رحمانى ولم لا يكون الشيطان هو الذى أمرك بهذا وقد علمت أن ما يقع فى قلوب المشركين وأهل الكتاب هو من الشيطان فان رجع الى توحيد الربوبية وان الجميع بمشيئته قيل له فحينئذ يكون ما يفعله الشيطان والمشركون وأهل الكتاب هو بالأمر ولا ريب أنه بالأمر الكونى القدرى فجميع الخلق داخلون تحته لكن من فعل بمجرد هذا الأمر لا بأمر الرسول فانما يكون من جنس شياطين الانس والجن وهو مستوجب لعذاب الله فى الدنيا والآخرة وهو عابد لغير الله متبع لهواه وهو ممن قال الله فيه ^ لأملأن جهنم منك وممن