ويرضاه فبقى جميع الأمور عندهم سواه وإنما يتميز بنوع من الخوارق فمن كان خارق جعلوه من أولياء الله وخضعوا له اما إتباعا له وإما موافقة له ومحبة وإما أن يسلموا له حاله فلا يحبوه ولا يبغضوه إذ كانت قلوبهم لم يبق فيها من الإيمان ما يعرفون به المعروف وينكرون به المنكر فى هذا الموضع
وقد ثبت فى الصحيح عن النبى ( انه ( قال ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان ( وفى رواية لمسلم ( من جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل ( وميت الاحياء الذين لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا ( وفى حديث حذيفة الذي فى صحيح مسلم ( ان الفتنة تعرض على القلوب كالحصير عودا عودا فايما قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء وأيما قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء حتى تبقى القلوب على قلبين قلب أبيض مثل الصفاء لا يضره فتنة ما دامت السماء والأرض وقلب أسود مرباد لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما أشرب من هواه ( فهؤلاء العباد الزهاد الذين عبدوا الله بآرائهم وذوقهم ووجدهم لا