بعضها ببعض انا قد نهينا عن هذا
فمن دفع نصوصا يحتج بها غيره لم يؤمن بها بل آمن بما يحتج صار ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض وهذا حال أهل الاهواء هم مختلفون فى الكتاب مخالفون للكتاب متفقون على مخالفة الكتاب وقد تركوا كلهم بعض النصوص وهو ما يجمع تلك الاقوال فصاروا كما قال عن أهل الكتاب ( ومن الذين قالوا انا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة
فإذا ترك الناس بعض ما أنزل الله وقعت بينهم العداوة والبغضاء إذ لم يبق هنا حق جامع يشتركون فيه بل ( تقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون ) وهؤلاء كلهم ليس معهم من الحق الا ما وافقوا فيه الرسول وهو ما تمسكوا به من شرعه مما أخبر به وما أمر به وأما ما ابتدعوه فكله ضلالة كما قال ( واياكم ومحدثات الأمور فان كل بدعة ضلالة ( وقد تكون تلك البدعة أعظم عندهم مما أخذوا به من الشرعة يجعلون تلك هي ( الأصول العقلية ( كالقدرية المجبرة والنفاة فكلاهما يجعل ما أحدثوه من الكلام فى الاصول وهو الذي يسمونه العقليات أعظم عندهم مما تلقوه من الشرع فالمعتزلة يجعلون العقليات هي الخبريات والامريات جميعا كالواجبات الشرعية