ويدخل فيه المجمل فانه متشابه وإحكامه رفع ما يتوهم فيه من المعنى الذي ليس بمراد وكذلك ما رفع حكمه فإن في ذلك جميعه نسخا لما يلقيه الشيطان فى معانى القرآن ولهذا كانوا يقولون هل عرفت الناسخ من المنسوخ فاذا عرف الناسخ عرف المحكم وعلى هذا فيصح أن يقال المحكم والمنسوخ كما يقال المحكم والمتشابه
وقوله بعد ذلك ! ٢ < ثم يحكم الله آياته > ٢ ! جعل جميع الآيات محكمة محكمها ومتشابهها كما قال ! ٢ < الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت > ٢ ! وقال ! ٢ < تلك آيات الكتاب الحكيم > ٢ ! على أحد القولين وهنالك جعل الآيات قسمين محكما ومتشابها كما قال ! ٢ < منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات > ٢ ! وهذه المتشابهات مما أنزله الرحمن لا مما ألقاه الشيطان ونسخه الله فصار المحكم فى القرآن تارة يقابل بالمتشابه والجميع من آيات الله وتارة يقابل بما نسخه الله مما ألقاه الشيطان
ومن الناس من يجعله مقابلا لما نسخه الله مطلقا حتى يقول هذه الآية محكمة ليست منسوخة ويجعل المنسوخ ليس محكما وإن كان الله أنزله أولا اتباعا لظاهر قوله ( فينسخ الله ( ويحكم الله آياته (

__________


الصفحة التالية
Icon