واختاره أبو سليمان الدمشقي و القاضي أبو يعلى و قالوا هذا خبر و الأخبار لا تنسخ
و ( فصل الخطاب ( أن لفظ ( النسخ ( مجمل فالسلف كانوا يستعملونه فيما يظن دلالة الآية عليه من عموم أو اطلاق أو غير ذلك كما قال من قال ان قوله ( اتقوا الله حق تقاته ^ ^ و جاهدوا في الله حق جهاده ^ نسخ بقوله ^ فاتقوا الله ما استطعتم ^ و ليس بين الآيتين تناقض لكن قد يفهم بعض الناس من قوله ( حق تقاته ) ( و حق جهاده ) الأمر بما لا يستطيعه العبد فينسخ ما فهمه هذا كما ينسخ الله ما يلقى الشيطان و يحكم الله اياته و ان لم يكن نسخ ذلك نسخ ما انزله بل نسخ ماالقاه الشيطان اما من الانفس أو من الاسماع أو من اللسان
وكذلك ينسخ الله ما يقع فى النفوس من فهم معنى و ان كانت الآية لم تدل عليه لكنه محتمل و هذه الآية من هذا الباب فان قوله ^ و ان تبدوا ما فى انفسكم ^ الآية انما تدل على أن الله يحاسب بما فى النفوس لا على أنه يعاقب على كل مافى النفوس و قوله ^ لمن يشاء ^ يقتضى أن الامر إليه فى المغفرة و العذاب لا الى غيره
و لايقتضى أنه يغفر و يعذب بلا حكمة و لا عدل كما قد يظنه من يظنه من