وقال شيخ الاسلام
فى الكلام على قوله تعالى ^ و يريدوا الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ) ^ فذكر ما يتعلق بشهوات الآدميين من سائر ما تشتهيه أنفسهم حتى النساء و المردان و قال العبد يجب عليه إذا وقع فى شيء من ذلك أن يجاهد نفسه و هواه و تكون مجاهدته لله تعالى وحده
ثم قال و ميل النفس الى النساء عام فى طبع جميع بني آدم و قد يبتلي كثير منهم بالميل الى الذكران كالمردان و ان لم يكن يفعل الفاحشة الكبرى كان بما هو دون ذلك من المباشرة و ان لم تكن كان بالنظر و يحصل للنفس بذلك ما هو معروف عند الناس
وقد ذكر الناس من أخبار العشاق ما يطول وصفه فإذا ابتلى المسلم ببعض ذلك كان عليه أن يجاهد نفسه فى طاعة الله تعالى و هو مأمور بهذا الجهاد و ليس هو أمرا حرمه على نفسه فيكون في طاعة نفسه و هواه بل هو أمر حرمة الله و رسوله و لا حيلة فيه فتكون المجاهدة للنفس فى طاعة الله و رسوله

__________


الصفحة التالية
Icon