المصائب كما قال تعالى ^ و من الناس من يعبد الله على حرف فان أصابه خير اطمأن به و إن أصابته فتنة انقلب على و جهه خسر الدنيا و الآخرة
^ فهذا يتناول كل من جعل طاعة الرسول و فعل ما بعث به مسببا لشر أصابه إما من السماء و إما من آدمي و هؤلاء كثيرون
لم يقولوا ! ٢ < هذه من عندك > ٢ ! بمعنى أنك أنت الذى أحدثتها فانهم يعلمون أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يحدث شيئا من ذلك و لم يكن قولهم ( من عندك ) خطابا من بعضهم لبعض بل هو خطاب للرسول صلى الله عليه و سلم و من فهم هذا تبين له أن قوله ^ ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك ^ لا يناقض قوله ( كل من عند الله ) بل هو محقق له لأنهم هم و من أشبههم الى يوم القيامة يجعلون ما جاء به الرسول و العمل به سببا لما قد يصيبهم من مصائب و كذلك من أطاعه إلى يوم القيامة
و كانوا تارة يقدحون فيما جاء به و يقولون ليس هذا مما أمر الله به و لو كان مما أمر الله به لما جرى على أهله هذا البلاء

__________


الصفحة التالية
Icon