فيه وجود فذاك الوجود لابد له من سبب و لو كان سببه تاما و هو قابل لما دخل فيه عدم فإنه إذا كان السبب تاما والمحل قابلا وجب وجود المسبب فحيث كان فيه عدم فلعدم ما في السبب أو فى المحل فلا يكون وجودا محضا فظهر أن السبب حيث تخلف حكمه إن كان لفوات شرط فهو عدم و إن كان لوجود مانع فإنما صار مانعا لضعف السبب و هو أيضا عدم قوته و كماله فظهر أن الوجود ليس سبب العدم المحض و ظهر بذلك القسمة الرباعية و هي أن الوجود المحض لايكون إلا خيرا
يبين ذلك أن كل شرفى العالم لا يخرج عن قسمين إما ألم و إما سبب الألم وسبب والألم مثل الأفعال السيئة المقتضية للعذاب والألم الموجود لايكون إلا لنوع عدم فكما يكون سببه تفرق الاتصال و تفرق الاتصال هو عدم التأليف والاتصال الذى بينهما و هو الشر و السفاد
وأما سبب الألم فقد قررت فى ( قاعدة كبيرة ( أن أصل الذنوب هو عدم الواجبات لافعل المحرمات و أن فعل المحرمات إنما و قع لعدم الواجبات فصار أصل الذنوب عدم الواجبات و أصل الألم