وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار عن النبى صلى الله عليه و سلم قال ^ يقول الله تعالى خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين و حرمت عليهم ما أحللت لهم و أمرتهم أن يشركوا بى مالم أنزل به سلطانا ^
فالنفس بفطرتها إذا تركت كانت مقرة لله بالالهية محبة له تعبده لا تشرك به شيئا و لكن يفسدها ما يزين لها شياطين الانس و الجن بما يوحى بعضهم إلى بعض من الباطل قال تعالى ^ و إذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ^
وتفسير هذه الآية مبسوط فى غير هذا الموضع
الثاني أن الله تعالى قد هدى الناس هداية عامة بما جعل فيهم بالفطرة من المعرفة و أسباب العلم و بما أنزل إليهم من الكتب و أرسل إليهم من الرسل قال تعالى ^ اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ و ربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان مالم يعلم ^ و قال تعالى ^ الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه