بعباده أرحم بعباده من الوالدة بولدها أوجب ذلك أن يحبه عباده و يحمدوه
وأما إذا قيل بل يخلق ما هو شر محض لانفع فيه و لا رحمة و لا حكمة لأحد و إنما يتصف بارادة ترجح مثلا على مثل لا فرق عنده بين أن يرحم أو يعذب و ليست نفسه و لا إرادته مرجحة للاحسان الى الخلق بل تعذيبهم وتنعيمهم سواء عنده و هو مع هذا يخلق ما يخلق لمجرد العذاب و الشر و يفعل ما يفعل لا لحكمة و نحو ذلك مما يقوله الجهمية لم يكن هذا موجبا لأن يحبه العباد و يحمدوه بل هو موجب للعكس
ولهذا فان كثيرا من
هؤلاء ينطقون بالذم و الشتم و الطعن و يذكرون ذلك نظما و نثرا وكثير من شيوخ هؤلاء و علمائهم من يذكر فى كلامه مايقتضي هذا و من لم يقله بلسانه فقلبه ممتلىء به لكن يرى أن ليس فى ذكره منفعة أو يخاف من عموم المسلمين
وفي شعر طائفة من الشيوخ ذكر نحو هذا
و هؤلاء يقيمون حجج إبليس و أتباعه على الله و يجعلون الرب ظالما لهم