العلم و الارادة التى تصلح النفس فانها خلقت بفطرتها تقتضي معرفة الله و محبته و قد هديت الى علوم و أعمال تعينها على ذلك و هذا كله من فضل الله و احسانه لكن النفس المذنبة لما لم يحصل لها من يكملها بل حصل لها من زين لها السيئات من شياطين الانس و الجن مالت الى ذلك و فعلت السيئات فكان فعلها للسيئات مركبا من عدم ما ينفع و هو الأفضل و وجود هؤلاء الذين حيروها و العدم لايضاف الى الله وهؤلاء القول فيهم كالقول فيها خلقهم لحكمة
فلما كان عدم ما تعمل به و تصلح هو أحد السببين و كان الشر المحض الذي لا خير فيه هو العدم المحض و العدم لا يضاف الى الله فانه ليس شيئا و الله خالق كل شيء كانت السئات منها باعتبار ( أن ) ذاتها فى نفسها مستلزمة للحركة الارادية التى تحصل منها مع عدم ما يصلحها تلك السيئات
والعبد إذا اعترف و أقر بأن الله خالق أفعاله كلها فهو على وجهين إن اعترف به اقرارا بخلق الله كل شيء بقدرته و نفوذ مشيئته و إقرارا بكلماته التامات التى لا يجاوزهن بر و لا فاجر و اعترافا بفقره و حاجته الى الله و أنه إن لم يهده فهو ضال و ان لم يتب عليه فهو مصر و ان لم يغفر له فهو هالك خضع لعزته و حكمته وفهذا حال المؤمنين