لا يتمكن مما تمكن منه فرعون من دعوى الالهية و جحود الصانع
و هؤلاء و إن كانوا يقرون بالصانع لكنهم إذا جاءهم من يدعوهم إلى عبادته و طاعته المتضمنة ترك طاعتهم فقد يعادونه كما عادى فرعون موسى
وكثير من الناس ممن عنده بعض عقل و إيمان لايطلب هذا الحد بل يطلب لنفسه ما هو عنده فان كان مطاعا مسلما طلب أن يطاع فى أغراضه و إن كان فيها ما هو ذنب و معصية لله و يكون من أطاعه في هواه أحب اليه و أعز عنده ممن أطاع و خالف هواه وهذه شعبة من حال فرعون و سائر المكذبين للرسل
وإن كان عالما أو شيخا أحب من يعظمه دون من يعظم نظيره حتى لو كانا يقرآن كتابا واحدا كالقرآن أو يعبدان عبادة واحدة متماثلان فيها كالصلوات الخمس فانه يحب من يعظمه بقبول قوله و الاقتداء به اكثر من غيره و ربما أبغض نظيره و أتباعه حسدا و بغيا كما فعلت اليهود لما بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم يدعو إلى مثل ما دعا اليه موسى قال تعالى ^ و إذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا و يكفرون بما و راءه و هو الحق مصدقا لما معهم ^ و قال تعالى ^ و ما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما