بمشيئته و قدرته لكن أول الذنوب الوجودية هو المخلوق و ذاك عقوبة على عدم فعل العبد لما خلق له و لما كان ينبغي له أن يفعله
وهذا العدم لا يجوز إضافته الى الله و ليس بشيء حتى يدخل فى قولنا ^ الله خالق كل شيء ^ و ما أحدثه من الذنوب الوجودية فأولها عقوبة للعبد على هذا العدم و سائرها قد يكون عقوبة للعبد على ما وجد و قد يكون عقوبة له على استمراره على العدم
فما دام لا يخلص لله العمل فلا يزال مشركا و لا يزال الشيطان مسلطا عليه
ثم تخصيصه سبحانه لمن هداه بأن استعمله ابتداء فيما خلق له و هذا لم يستعمله هو تخصيص منه بفضله و رحمته و لهذا يقول الله ^ و الله يختص برحمته من يشاء و الله ذو الفضل العظيم ^ و لذلك حكمة و رحمة هو أعلم بها كما خص بعض الأبدان بقوى لا توجد في غيرها و بسبب عدم القوة قد تحصل له أمراض وجودية و غير ذلك من حكمته
وبتحقيق هذا يدفع شبهات هذا الباب و الله أعلم بالصواب

__________


الصفحة التالية
Icon