كشكر الوالدين و شكر من أحسن اليك من غيرهما فانه ( من لايشكر الناس لا يشكر الله ( لكن لا يبلغ من حق أحد و إنعامه أن يشكر بمعصية الله أو أن يطاع بمعصية الله فان الله هو المنعم بالنعم العظيمة التى لايقدر عليها مخلوق و نعمة المخلوق إنما هي منه أيضا قال تعالى ^ و ما بكم من نعمة فمن الله ^ و قال تعالى ^ و سخر لكم ما فى السموات و ما فى الأرض جميعا منه ^ و جزاوه سبحانه على الطاعة و المعصية و الكفر لا يقدر أحد على مثله
فلهذا لم يجز أن يطاع مخلوق في معصية الخالق كما قال تعالى ^ و وصينا الانسان بوالديه حسنا و إن جاهداك لتشرك بى ماليس لك به علم فلا تطعهما ^ و قال في الآية الأخرى ( وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما و صاحبهما في الدنيا معروفا و اتبع سبيل من أناب الي ) و قال النبى صلى الله عليه و سلم فى الحديث الصحيح ( على المرء المسلم السمع و الطاعة فى عسره و يسره و منشطه مكرهه مالم يؤمر بمعصية فاذا أمر بمعصية فلا سمع و لا طاعة ( و فى الصحيحين عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال ( إنما الطاعة فى المعروف ( وقال ( من أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه ( و قال ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (

__________


الصفحة التالية
Icon