فصل فا لعبد كما أنه فقير الى الله دائما فى إعانته و إجابة دعوته و إعطاء سؤاله و قضاء حوائجة فهو فقير إليه فى أن يعلم ما يصلحه و ما هو الذي يقصده و يريده و هذا هو الأمر و النهي و الشريعة و إلا فإذا قضيت حاجته التى طلبها و أرادها و لم تكن مصلحة له كان ذلك ضررا عليه و إن كان في الحال له فيه لذة و منفعة فالاعتبار بالمنفعة الخالصة أو الراجحة و هذا قد عرفه الله عباده برسله و كتبه علموهم و زكوهم و أمروهم بما ينفعهم و نهوهم عما يضرهم و بينوا لهم أن مطلوبهم و مقصودهم و معبودهم يجب أن يكون هو الله و حده لا شريك له كما أنه هو ربهم و خالقهم و أنهم إن تركوا عبادته أو أشركوا به غيره خسروا خسرانا مبينا و ضلوا ضلالا بعيدا و كان ما أوتوه من قوة و معرفة و جاه و مال و غير ذلك و إن كانوا فيه فقراء الى الله مستعينين به عليه مقرين بربوبيته فإنه ضرر عليهم و لهم بئس المصير و سوء الدار و هذا هو الذي تعلق به الأمر الدينى الشرعى و الارادة الدينية