وبعدهم حدثت الجهمية
و كان القدر قد حدث أهله قبل ذلك في خلافة عبد الله بن الزبير بعد موت معاوية و لهذا تكلم فيهم إبن عمر و ابن عباس رضي الله عنهم و غيرهما وابن عباس مات قبل ابن الزبير و ابن عمر مات عقب موته و عقب ذلك تولى الحجاج العراق سنة بضع و سبعين
فبقي الناس يخوضون فى القدر بالحجاز و الشام و العراق و أكثره كان بالشام و العراق بالبصرة و أقله كان بالحجاز
ثم لما حدثت المعتزلة بعد موت الحسن و تكلم فى المنزلة بين المنزلتين و قالوا بانفاذ الوعيد و خلود أهل التوحيد فى النار و أن النار لا يخرج منها من دخلها و هذا تغليظ على أهل الذنوب ضموا إلى ذلك القدر فان به يتم التغليظ على أهل الذنوب و لم يكن الناس إذ ذاك قد أحدثوا شيئا من نفي الصفات
إلى أن ظهر الجعد بن درهم و هو أولهم فضحى به خالد بن عبد الله القسري و قال ^ أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإنى مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا