وإذا كان الله لايشفع أحد عنده إلا باذنه و لايشفعون إلا لمن ارتضى فما بقي الشفعاء شركاء كشفاعة المخلوق عند المخلوق فان المخلوق يشفع عنده نظيره أو من هو أعلى منه أو دونه بدون إذن المشفوع اليه و يقبل المشفوع إليه و لابد شفاعته إما لرغبته إليه أو فيما عنده من قوة أو سبب ينفعه به أو يدفع عنه ما يخشاه و إما لرهبته منه وإما لمحبته إياه و إما للمعاوضة بينهما و المعاونة و إما لغير ذلك من الأسباب
وتكون شفاعة الشفيع هي التى حركت إرادة المشفوع إليه و جعلته مريدا للشفاعة بعد أن لم يكن مريدا لها كأمر الآمر الذي يؤثر في المأمور فيفعل ما أمره به بعد أن لم يكن مريدا لفعله
و كذلك سؤال المخلوق للمخلوق فانه قد يكون محركا له إلى فعل ما سأله
فالشفيع كما أنه شافع للطالب شفاعته فى الطلب فهو أيضا قد شفع المشفوع إليه فبشفاعته صار المشفوع اليه فاعلا للمطلوب فقد شفع الطالب و المطلوب
والله تعالى وتر لايشفعه أحد فلا يشفع عنده أحد إلا باذنه

__________


الصفحة التالية
Icon