مستقيما ^ فإذا كان هذه حاله فى آخر حياته أو قريبا منها فكيف حال غيره
و ^ الصراط المستقيم ^ قد فسر بالقرآن و بالاسلام و طريق العبودية و كل هذا حق فهو موصوف بهذا و بغيره ف ( القرآن ( مشتمل على مهمات و أمور دقيقة و نواهي و اخبار و قصص و غير ذلك ان لم يهد الله العبد إليها فهو جاهل بها ضال عنها و كذلك ( الاسلام ( و ما اشتمل عليه من المكارم و الطاعات و الخصال المحمودة و كذلك ( العبادة و ما اشتملت عليه (
فحاجة العبد إلى سؤال هذه الهداية ضرورية في سعادته و نجاته و فلاه بخلاف حاجته إلى الرزق و النصر فإن الله يرزقه فإذا انقطع رزقه مات و الموت لابد منه فإذا كان من أهل الهدى به كان سعيدا قبل الموت و بعده و كان الموت موصلا إلى السعادة الأبدية و كذلك النصر إذا قدر أنه غلب حتى قتل فإنه يموت شهيدا و كان القتل من تمام النعمة فتبين أن الحاجة إلى الهدى أعظم من الحاجة الى النصر و الرزق بل لا نسبة بينهما لأنه إذا هدي كان من المتقين ( و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ) و كان ممن ينصر الله و رسوله و من نصر الله نصره الله و كان من جند الله و هم الغالبون و لهذا كان هذا الدعاء هو المفروض