رأسه و وجع بطنه و رشد أمره و كان الأصل سفهت نفسه و رشد أمره و منه قولهم غبن رأيه و بطرت نفسه فقوله تعالى ! ٢ < بطرت معيشتها > ٢ ! ) من هذا الباب فالمعيشة نفسها بطرت فلما كان الفعل نصبه على التمييز قال تعالى ( ^ و لا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا و رئاء الناس ^ ) فقوله ! ٢ < سفه نفسه > ٢ ! ) معناه إلا من سفهت نفسه أي كانت سفيهة فلما أضاف الفعل إليه نصبها على التمييز كما فى قوله ^ ( و اشتعل الرأس شيبا ^ ) و نحو ذلك و هذا اختيار ابن قتيبة و غيره لكن ذاك نكرة و هذا معرفة
وهذا الذي قاله الكوفيون أصح فى اللغة و المعنى فان الانسان هو السفيه نفسه كما قال تعالى ! ٢ < سيقول السفهاء من الناس > ٢ ! ! ٢ < ولا تؤتوا السفهاء > ٢ ! ) فكذلك قوله ( ! ٢ < تختانون أنفسكم > ٢ ! ) أي تختان أنفسكم فالأنفس هي التى اختانت كما انها هي السفيهة و قال اختانت و لم يقل خانت لأن الافتعال فيه زيادة فعل على ما فى مجرد الخيانة قال عكرمة و المراد بالذين يختانون أنفسهم ابن أبيرق الذي سرق الطعام و القماش و جعل هو و قومه يقولون إنما سرق فلان لرجل آخر