خائنة لها في السر أهواء و أفعال باطنة تخفى على الناس فلا يجوز المجادلة عنها قال تعالى ^ ( يعلم خائنة الأعين و ما تخفى الصدور ^ ) و قال تعالى ^ ( وذروا ظاهر الاثم و باطنه ^ ) وقال تعالى ^ ( قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ^ ) و قد قال تعالى ^ ( بل الانسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره ^ ) فإنه يعتذر عن نفسه بأعذار و يجادل عنها و هو يبصرها بخلاف ذلك و قال تعالى ( كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ^ ) و قال تعالى ^ ( ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا و يشهد الله على مافي قلبه و هو ألد الخصام ^ )
وقد قال النبى صلى الله عليه و سلم ( أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ( فهو يجادل عن نفسه بالباطل و فيه لدد أي ميل و اعوجاج عن الحق و هذا على نوعين أحدهما أن تكون مجادلته و ذبه عن نفسه مع الناس و ( الثاني ( فيما بينه و بين ربه بحيث يقيم أعذار نفسه و يظنها محقة و قصدها حسنا و هي خائنة ظالمة لها أهواء خفية قد كتمتها حتى لايعرف بها الرجل حتى يرى و ينظر قال شداد بن أوس إن أخوف ما أخاف عليكم الشهوة الخفية قال أبو دواد هي حب الرياسة
وهذا من شأن النفس حتى أنه يوم القيامة يريد أن يدفع عن نفسه و يجادل الله بالباطل قال تعالى ^ ( يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم و يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون