الموت و العاجز من اتبع نفسه هواها و تمنى على الله ( لكن المسلم المتبع لشريعة الاسلام هو المحرم ما حرمه الله و رسوله فلا يحرم الحلال و لا يسرف فى تناوله بل يتناول ما يحتاج إليه من طعام أو لباس أو نكاح و يقتصد في ذلك و يقتصد فى العبادة فلا يحمل نفسه مالا تطيق
فهذا تجده يحصل له من مجاهدات النفس و قهر الهوى ما هو أنفع له من تلك الطريق المبتدعة الوعرة القليلة المنفعة التى غالب من سلكها ارتد على حافره و نقض عهده و لم يرعها حق رعايتها و هذا يثاب على ذلك مالا يثاب على سلوك تلك الطريق و تزكو به نفسه و تسير به الى ربه و يجد بذلك من المزيد فى إيمانه مالا يجده أصحاب تلك الطريق فانهم لابد أن تدعوهم أنفسهم الى الشهوات المحرمة فانه ما من بنى آدم الا من أخطأ أو هم بخطيئة الا يحيى بن زكريا و قد قال تعالى ^ ( و خلق الانسان ضعيفا ^ )
قال طاووس فى أمر النساء و قلة صبره عنهن كما تقدم فميل النفس الى النساء عام فى طبع جميع بنى آدم و قد يبتلى كثير منهم بالميل الى الذكران كما هو المذكور عنهم فيبتلى بالميل الى المردان و إن لم يفعل الفاحشة الكبرى ابتلي بما هو دون ذلك من المباشرة و المشاهدة و لايكاد أن يسلم أحدهم من الفاحشة إما في سره و إما