حدود الله اما بجهل و اما بظلم و هذا باب يجب التثبت فيه و سواء في ذلك الانكار على الكفار و المنافقين و الفاسقين و العاصين
( الخامس ( أن يقوم بالأمر و النهي على الوجه المشروع من العلم و الرفق و الصبر و حسن القصد و سلوك السبيل القصد فان ذلك داخل في قوله ( عليكم انفسكم ( و فى قوله ( إذا اهتديتم )
فهذه خمسة أوجه تستفاد من الآية لمن هو مأمور بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و فيها المعنى الآخر و هو اقبال المرء على مصلحة نفسه علما و عملا و اعراضه عما لايعنيه كما قال صاحب الشريعة ( من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه ( و لاسيما كثرة الفضول فيما ليس بالمرء اليه حاجة من أمر دين غيره و دنياه لاسيما ان كان التكلم لحسد أو رئاسة
وكذلك العمل فصاحبه إما معتد ظالم و اما سفيه عابث و ما أكثر ما يصور الشيطان ذلك بصورة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الجهاد في سبيل الله و يكون من باب الظلم و العدوان
فتأمل الآية فى هذه الأمور من أنفع الأشياء للمرء و أنت إذا تأملت ما يقع من الاختلاف بين هذه الأمة علمائها و عبادها و أمرائها

__________


الصفحة التالية
Icon