يوسف بالأعراض كما ينعر الديوث ثم إنها استعانت بالنساء وحبسته وهو يقول ^ رب السحن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ^
فاليتدبرا للبيب هذه الدواعي التى دعت يوسف إلى مادعته وأنه مع توفرها وقوتها ليس له عن ذلك صارف إذا فعل ذلك ولا من ينجيه من المخلوقين ليتبين له أن الذي ابتلى به يوسف كان من أعظم الأمور وإن تقواه وصبره عن المعصية حتى لا يفعلها ( مع ( ظلم الظالمين له حتى لا يجيبهم كان من أعظم الحسنات وأكبر الطاعات وإن نفس يوسف عليه الصلاة والسلام كانت من أزكى الأنفس فكيف أن يقول ! ٢ < وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء > ٢ ! والله يعلم أن نفسه بريئة ليست أمارة بالسوء بل نفس زكية من أعظم النفوس زكاء والهم الذي وقع كان زيادة فى زكاء نفسه وتقواها وبحصوله مع تركه لله لتثبت له به حسنة من أعظم الحسنات التى تزكى نفسه
( الوجه السادس أن قوله ! ٢ < ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب > ٢ ! إذا كان معناه على مازعموه أن يوسف أراد أن يعلم العزيز أني لم أخنه فى إمرأته على قوله أكثرهم أو ليعلم الملك أو ليعلم الله لم يكن هنا ما يشار إليه فإنه لم يتقدم من يوسف كلام يشير به إليه ولا تقدم