وزوجها لا يعينه ولاأحد غير زوجها يعينه على العصمة بل مسلم لما بكى ذهبت تلك المرأة ولو إستعصمت لكان صراخه منها أو خوفا من الناس يصرفها عنه وأين هذا مما إبتلى به يوسف عليه الصلاة والسلام
( الثاني ( أن الهم من يوسف لما تركه لله كان له به حسنة ولا نقص عليه وثبت فى الصحيحين من حديث السبعة الذين ( يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين ( وهذا لمجرد الدعوة فيكف بالمراودة والإستعانة والحبس
ومعلوم أنها كانت ذات منصب وقد ذكر أنها كانت ذات جمال وهذا هو الظاهر فإن امرأة عزيز مصر يشبه أن تكون جميلة وأما البدوية الداعية لمسلم فلا ريب أنها دون ذلك ورؤياه فى المنام وقوله أنا يوسف الذي هممت وأنت مسلم الذي لم تهم غايته أن يكون بمنزلة أن يقول ذلك له يوسف في اليقظة وإذا قال هذا كان هذا خيرا له ومدحا وثناء وتواضعا من يوسف وإذا تواضع الكبير مع من دونه لم تسقط منزلته
( الوجه الحادي عشر ( أن هذا الكلام فيه مع الإعتراف