ومما يبين ما ذكرناه أنه سبحانه يذكر أنه أمره بالدعوة إلى الله تارة وتارة بالدعوة إلى سبيله كما قال تعالى ! ٢ < ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة > ٢ ! وذلك أنه قد علم أن الداعي الذى يدعو غيره إلى أمر لا بد فيما يدعو إليه من أمرين
( أحدهما ( المقصود المراد
و ( الثانى ( الوسيلة والطريق الموصل إلى المقصود فلهذا يذكر الدعوة تارة إلى الله وتارة إلى سبيله سبحانه هو المعبود المراد المقصود بالدعوة
والعبادة إسم يجمع غاية الحب له وغاية الذل له فمن ذل لغيره مع بغضه لم يكن عابدا ومن أحبه من غير ذل له لم يكن عابدا والله سبحانه يستحق أن يحب غاية المحبة بل يكون هو المحبوب المطلق الذي لا يحب شيء إلا له وان يعظم ويذل له غاية الذل بل لا يذل لشيء إلا من أجله ومن أشرك غيره فى هذا وهذا لم يحصل له حقيقة الحب والتعظيم فإن الشرك يوجب نقص المحبة
قال تعالى ! ٢ < ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله > ٢ ! أي أشد حبا لله من هؤلاء

__________


الصفحة التالية
Icon