تقرير يتضمن إقامة الحجة عليهم ونفى كل معبود مع الله الذى هو قائم على كل نفس بما كسبت بعلمه وقدرته وجزائه فى الدنيا والآخرة فهو رقيب عليها حافظ لأعمالها مجاز لها بما كسبت من خير وشر
فإذا جعلتم أولئك شركاء فسموهم إذا بالأسماء التى يسمى بها القائم على كل نفس بما كسبت فإنه سبحانه يسمى بالحي القيوم المحيي المميت السميع البصير الغنى عما سواه وكل شىء فقير إليه ووجود كل شىء به فهل تستحق آلهتكم إسما من تلك الأسماء فإذا كانت آلهة حقا فسموها بإسم من هذه الأسماء وذلك بهت بين فإذا إنتفى عنها ذلك علم بطلانها كما علم بطلان مسماها
وأما إن سموها بأسمائها الصادقة عليها كالحجارة وغيرها من مسمى الجمادات واسماء الحيوان التى عبدوها من دون الله كالبقر وغيرها وبأسماء الشياطين الذين أشركوهم مع الله جل وعلا وبأسماء الكواكب المسخرات تحت أوامر الرب والأسماء الشاملة لجميعها أسماء المخلوقات المحتاجات المدبرات المقهورات
وكذلك بنو آدم عبادة بعضهم بعضا فهذه اسماؤها الحق وهى تبطل إلهيتها لأن الأسماء التى من لوازم الإلهية مستحيلة عليها فظهر ان تسميتها آلهة من أكبر الأدلة على بطلان إلهيتها وإمتناع كونها شركاء لله عز وجل

__________


الصفحة التالية
Icon