البيوت من المدر معتاد فالنعمة بظهور أثرها بخلاف الأنعام فإن الهداية إلى إتخاذ البيوت من جلودها أظهر من الهداية إلى نفس إتخاذ البيوت
وأما فائدة الوقاية فقال ! ٢ < والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا > ٢ ! فالظلال يعم جميع ما يظل من العرش والفساطيط والسقوف مما يصطنعه الآدميون وقوله ^ ومن الجبال أكنانا ^ لأن الجبل يكن الإنسان من فوقه ويمينه ويساره واسفل منه ليس مقصوده الإستظلال بخلاف الظلال فإن مقصودها الإستظلال ولهذا قرن بهذه ما فى السرابيل من منفعة الوقاية فجمع فى هذه الآية بين وقاية اللباس المنتقل مع البدن ووقاية الظلال الثابتة على الأرض ولهذا كانوا فى الجاهلية يسوون بينهما فى حق المحرم فكما نهى عن تغطية الرأس نهوه عن الدخول تحت سقف حتى أنزل الله ! ٢ < وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها > ٢ ! وجاز للمحرم أن يستظل بالثابت من الخيام والشجر وأما لاشىء المنتقل معه المتصل كالمحمل ففيه ما فيه لتردده بين السرابيل وبين المستقر من الظلال والأكنة
كما أنه قبل هذه الآيات ذكر أصناف الأشربة من اللبن والخمر والعسل وذكر فى اول السورة المراكب والأطعمة وهذه مجامع المطاعم والمشارب والملابس والمساكن والمراكب