الجسد إذا إندفع عنه المرض أحب ما ينفعه من الطعام والشراب فكل واحد من وجود المقتضى وعدم الدافع سبب للآخر وذلك سبب لصلاح حال الإنسان وضدهما سبب لضد ذلك فإذا ضعف العلم غلبه الهوى الإنسان وإن وجد العلم والهوى وهما المقتضى والدافع فالحكم للغالب
وإذا كان كذلك فصلاح بنى آدم الإيمان والعمل الصالح ولا يخرجهم عن ذلك إلا شيئان
( أحدهما ( الجهل المضاد للعلم فيكونون ضلالا والثانى إتباع الهوى والشهوة اللذين فى النفس فيكونون غواة مغضوبا عليهم ولهذا قال ! ٢ < والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى > ٢ ! وقال ( عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ( فوصفهم بالرشد الذى هو خلاف الغى وبالهدى الذى هو خلاف الضلال وبهما يصلح العلم والعمل جميعا ويصير الإنسان عالما عادلا لا جاهلا ولا ظالما

__________


الصفحة التالية
Icon