الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمى فهم لا يعقلون ^ وإذا عملوا بها زكوا بذلك وكانوا من المفلحين المؤمنين
والله قال ^ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات وقال فى ضدهم ^ الأعراب اشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ^ فأخبر أنهم أعظم كفرا ونفاقا وجهلا وذلك ضد الإيمان والعلم فإستماع آيات الله والتزكى بها أمر واجب على كل احد فإنه لابد لكل عبد من سماع رسالة سيدة التى أرسل بها رسوله إليه وهذا هو السماع الواجب الذى هو أصل الإيمان ولابد من التزكى بفعل المأمور وترك المحظور فهذا لابد منهما
وأما العلم بالكتاب والحكمة فهو فرض على الكفاية لا يجب على كل أحد بعينه أن يكون عالما بالكتاب لفظه ومعناه عالما بالحكمة جميعا بل المؤمنون كلهم مخاطبون بذلك وهو واجب عليهم كما هم مخاطبون بالجهاد بل وجوب ذلك أسبق وأوكد من وجوب الجهاد فإنه أصل الجهاد ولولاه لم يعرفوا علام يقاتلون ولهذا كان قيام الرسول والمؤمنين بذلك قبل قيامهم بالجهاد فالجهاد سنام الدين وفرعه وتمامه وهذا اصله واساسه وعموده ورأسه ومقصود الرسالة فعل الواجبات والمستحبات جميعا ولا ريب أن إستماع كتاب الله والإيمان به وتحريم حرامه وتحليل حلاله والعمل بمحكمه والإيمان بمتشابهه واجب