المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات وذكر خصلة سادسة أظنه هو اكل الحلال لم تخطىء له فراسة والله تعالى يجزى العبد على عمله بما هو من جنس عمله فيطلق نور بصيرته ويفتح باب العلم والمعرفة والكشوف ونحو ذلك مما ينال لبصيرة القلب
الفائدة الثالثة ( قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل الله له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة فإن فى الأثر الذى يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ولهذا يوجد فى المتبع هواه من ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه فإن الله جعل العزة لمن اطاعه والذلة لمن عصاة قال تعالى ! ٢ < يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين > ٢ ! قال تعالى ! ٢ < ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين > ٢ !
ولهذا كان فى كلام الشيوخ الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا فى طاعة الله وكان الحسن البصرى يقول وإن هملجت بهم البراذين وطقطقت بهم ذلل البغال فإن ذل المعصية فى رقابهم أبى الله إلا أن يذل من عصاه ومن اطاع الله فقد والاه فيما اطاعه فيه ومن عصاه ففيه قسط من فعل من عاداه بمعاصيه وفى دعاء القنوت ( أنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت