وذلك الهدى المختص وإن كان قد سماه إلهاما كما سماه هدى كما فى قوله ! ٢ < وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى > ٢ ! وكذلك قد قيل فى قوله ! ٢ < وهديناه النجدين > ٢ ! أي بيناه له طريق الخير والشر وهو هدى البيان العام المشترك وقيل هدينا المؤمن لطريق الخير والكافر لطريق الشر فعلى هذا يكون قد جعل الفجور هدى كما جعل أولئك البيان إلهاما
وكذلك قوله ! ٢ < إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا > ٢ ! قيل هو الهدى المشترك وهو أنه بين له الطريق التى يجب سلوكها والطريق التى لا يجب سلوكها وقيل بل هدى كلا من الطائفتين إلى ما سلكه من السبيل ! ٢ < إما شاكرا وإما كفورا > ٢ ! لكن تسمية هذا هدى قد يعتذر عنه بأنه هدى مقيد لا مطلق كما قال ! ٢ < فبشرهم بعذاب أليم > ٢ ! وكما قال ! ٢ < يؤمنون بالجبت والطاغوت > ٢ ! وأنه ! ٢ < يقول الحق > ٢ ! و ! ٢ < يأمر بالعدل > ٢ ! فهو موافق لقوله وأمره لعلمه وحكمه كما أن القرأن وسائر كلامه كذلك وبإعتبار أنه أنعم على العبد بواسطة جنده بالملائكة
ويقال لضد هذا وهو الخطأ هذا من الشيطان والنفس لأن الله لا يقوله ولا يأمر به ولأنه إنما ينكته في قلب الإنسان