وإنه في السماء فوق كل شيء لا يقولون إن هناك شيئا يحويه أو يحصره أو يكون محلا له أو ظرفا ووعاء سبحانه وتعالى عن ذلك بل هو فوق كل شيء وهو مستغن عن كل شيء وكل شيء مفتقر إليه وهو عال على كل شيء وهو الحامل للعرش ولحملة العرش بقوته وقدرته وكل مخلوق مفتقر إليه وهو غنى عن العرش وعن كل مخلوق
وما في الكتاب والسنة من قوله ! ٢ < أأمنتم من في السماء > ٢ ! ونحو ذلك قد يفهم منه بعضهم أن ( السماء ) هي نفس المخلوق العالي العرش فما دونه فيقولون قوله ! ٢ < في السماء > ٢ ! بمعنى ( على السماء ) كما قال ! ٢ < ولأصلبنكم في جذوع النخل > ٢ ! أي ( على جذوع النخل ) وكما قال ! ٢ < سيروا في الأرض > ٢ ! أي ( على الأرض ) ولا حاجة إلى هذا بل ( السماء ) اسم جنس للعالي لا يخص شيئا فقوله ! ٢ < في السماء > ٢ ! أي في العلو دون السفل وهو العلي الأعلى فله اعلى العلو وهو ما فوق العرش وليس هناك غيره العلى الأعلى سبحانه وتعالى
والقائلون بأنه في كل مكان هو عندهم في المخلوقات السفلية القذرة الخبيثة كما هو في المخلوقات العالية وغلاة هؤلاء الأتحادية الذين يقولون ( الوجود واحد ) كابن عربى الطائى صاحب ( فصوص

__________


الصفحة التالية
Icon