بل قد يفقه و لا يعمل بعلمه فلا ينتفع به فلا يكون فيه خيرا و دلت أيضا على أن إسماع التفهيم إنما يطلب لمن فيه خير فإنه هو الذى ينتفع به فأما من ليس ينتفع به فلا يطلب تفهيمه
و ( الصنف الثالث ( من سمع الكلام و فقهه لكنه لم يقبله و لم يطع أمره كاليهود الذين قال الله فيهم ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه و يقولون سمعنا و عصينا و أسمع غير مسمع و راعنا ليا بألسنتهم و طعنا فى الدين و لو أنهم قالوا سمعنا و أطعنا و أسمع و أنظرنا لكان خيرا لهم و أقوم و لكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا ( و قال تعالى ( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم و قد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه و هم يعلمون ( إلى قوله ( و منهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانى ( أى تلاوة
فهؤلاء من ( الصنف الأو ل ( الذين يسمعون و يقرءون و لا يفقهون و يعقلون إلى قوله و إذ أخذ الله ميثاق بنى إسرائيل لا تعبدون إلا الله و بالوالدين إحسانا ( إلى قوله ( و لقد آتينا موسى الكتاب و قفينا من بعده بالرسل و آتينا عيسى بن مريم البينات و أيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم إستكبرتم ففريقا كذبتم و فريقا تقتلون و قالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون ( كما