العبادة إلا هو و حده كما قال ( قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لإبتغوا إلي ذي العرش سبيلا ( أي و إن كانوا كما يقولون يشفعون عنده بغير إذنه و يقربونكم إليه بغير إذنه فهو الرب و الإله دونهم و كانوا يبتغون إليه سبيلا بالعبادة له و التقرب إليه هذا أصح القولين كما قال ( إن هذه تذكرة فمن شاء إتخذ إلى ربه سبيلا و ما تشاءون إلا أن يشاء الله ( و قال ( إنه تذكرة فمن شاء ذكره ( و قال ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب (
ثم قال ( سبحانه و تعالى عما يقولون علوا كبيرا ( فتعالى عن أن يكون معه إله غيره أو أحد يشفع عنده إلا بإذنه أو يتقرب إليه أحد إلا بإذنه فهذا هو الذي كانوا يقولون
و لم يكونوا يقولون أن آلهتهم تقدر أن تمانعه أو تغالبه بل هذا يلزم من فرض إله آخر يخلق كما يخلق و إن كانوا هم لم يقولوا ذلك كما قال ( ما إتخذ الله من و لد و ما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق و لعلا بعضهم على بعض (
فقد تبين أن إسمه ( الأعلى ( يتضمن إتصافه بجميع صفات الكمال و تنزيهه عما ينافيها من صفات النقص و عن أن يكون له مثل و أنه لا إله إلا هو و لا رب سواه