لا يوافقون اليهود و النصارى فيما إبتدعوه من الدين و الإعتقاد و لهذا قلت في بيان فساد قول ابن الخطيب إنه لم يفهم مقالة أهل الحديث و السنة من الحنبلية و غيرهم و لم يفهم مقالة النصارى و أوضحت ذلك في موضعه كما بين الإمام أحمد الفرق بين مقالة أهل السنة و بين مقالة النصارى المبتدعة كما يبين الفرق بين مقالة أهل السنة و مقالة اليهود المبتدعة
( الثالث ( أنه إذا فرض مشابهة أهل الإثبات لليهود أو النصارى فأهل النفى و التعطيل مشابهون للكفار و المشركين من النصارى و غيرهم و معلوم قطعا أن مشابهة أهل الكتابين خير من مشابهة من ليس من أهل الكتاب من الكفار بالربوبية و النبوات و نحوهم و لهذا قيل المشبه أعشى و المعطل أعمى
و لهذا فرح المؤمنون على عهد النبى صلى الله عليه و سلم بإنتصار النصارى على المجوس كما فرح المشركون بانتصار المجوس على النصارى فتدبر هذا فإنه نافع فى مواضع و الله أعلم
و لهذا كان المعتزلة و نحوهم من القدرية مجوس هذه الأمة
و هم يجعلون الصفاتية نصارى الأمة و يميلون إلى اليهود لموافقتهم