إلى ربها ناظرة و وجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة ( و قوله ( و جوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة و وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة ( و هذا كله و صف للوجوه لحالها فى الآخرة لا فى الدنيا
( الرابع ( أن و صف الوجوه بالأعمال ليس فى القرآن و إنما فى القرآن ذكر العلامة كقوله ( سيماهم فى و جوههم ( و قوله ( و لو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ( و قوله ( تعرف في و جوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا ( و ذلك لأن العمل و النصب ليس قائما بالوجوه فقط بخلاف السيما و العلامة
( الخامس ( أن قوله ( خاشعة عاملة ناصبة ( لو جعل صفة لهم فى الدنيا لم يكن فى هذا اللفظ ذم فإن هذا إلى المدح أقرب و غايته أنه و صف مشترك بين عباد المؤمنين و عباد الكفار و الذم لا يكون بالوصف المشترك و لو أريد المختص لقيل خاشعة للأوثان مثلا عاملة لغير الله ناصبة فى طاعة الشيطان و ليس فى الكلام ما يقتضي كون هذا الوصف مختصا بالكفار و لا كونه مذموما و ليس فى القرآن ذم لهذا الوصف مطلقا و لا و عيد عليه فحمله على هذا المعنى خروج عن الخطاب المعروف فى القرآن (