و قد قيل فى قوله ( قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها ( إن الضمير عائد إلى ( الله ( أي ( قد أفلح من زكاها الله و قد خاب من دساها الله ( و هذا مخالف للظاهر بعيد عن نهج البيان الذي ألف عليه القرآن إذا كان الأحسن ( قد أفلحت من زكاها الله و قد خابت من دساها و هذا ضعيف
و أيضا فقوله ( فألهمها فجورها و تقواها ( بيان للقدر فلا حاجة إلى ذكره مرة ثانية عقب ذلك فى مثل هذه السورة القصيرة
و لهذا لم يذكر عن النى صلى الله عليه و سلم فى إثبات القدر إلا هذه الآية دون الثانية كما فى صحيح مسلم عن أبى الأسود الدئلي قال قال لي عمران بن حصين أرأيت ما يعمل الناس اليوم و يكدحون فيه أشيء قضي عليهم و مضى عليهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم و ثبتت الحجة عليهم فقلت بل شيء قضى عليهم و مضى عليهم قال فقال [ أ ] فلايكون ذلك ظلما قال ففزعت من ذلك فزعا شديدا و قلت [ كل شيء ] خلق الله و ملك يده فلا يسأل عما يفعل و هم يسألون فقال لي يرحمك الله إني لم أرد بما سألتك إلا لأحرز عقلك فإن رجلين من مزينة أتيا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالا يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم و يكدحون فيه أشيء قضى عليهم و مضى فيهم [ من قدر

__________


الصفحة التالية
Icon