و أما المظلمون للخالق فإنه قد دل على عدله بقوله ( و نفس و ما سواها ( و التسوية التعديل فبين أنه عادل فى تسوية النفس التى ألهمها فجورها و تقواها
و ذكر بعد ذلك عقوبة من كذب رسله و طغى و أنه لا يخاف عاقبة إنتقامه ممن خالف رسله ليبين أن من كذب بهذا أو بهذا فإن الله ينتقم منه و لا يخاف عاقبة إنتقامه كما إنتقم من إبليس و جنوده و أن تظلمه من ربه و تسفيهه له إنما يهلك به نفسه و لن يضر الله شيئا
( فان العباد لن يبلغوا ضر الله فيضروه و لن يبلغوا نفعه فينفعوه و لو أن أولهم و آخرهم و إنسهم و جنهم كانوا على أتقى قلب رجل منهم ما زاد ذلك فى ملكه شيئا و لو أن أولهم و آخرهم و إنسهم و جنهم كانوا على أفجر قلب رجل منهم ما نقص ذلك من ملكه شيئا (
و لهذا لما سأل عمران بن حصين أبا الأسود الدئلي عن ذلك ليحرز عقله ( هل يكون ذلك ظلما ( فذكر أن ذلك ليس منه ظلما و خاف من قوله ( سبحانه و تعالى عما يقولون علوا كبيرا ( و ذكر حديث النبى صلى الله عليه و سلم و إستشهاده بهذه الآية
و قد تبين أن القدرية الخائضين بالباطل إما أن يكونوا مكذبين لما

__________


الصفحة التالية
Icon