الدلائل السمعية و العقلية
فطائفة قد إبتدعت أصولا تخالف ما جاء به من هذا و هذا و طائفة رأت أن ذلك بدعة فأعرضت عنه و صاروا ينتسبون إلى السنة لسلامتهم من بدعة أولئك و لكن هم مع ذلك لم يتبعوا السنة على وجهها و لا قاموا بما جاء به من الدلائل السمعية و العقلية بل الذي يخبر به من السمعيات مما يخبر به عن ربه و عن اليوم الآخر غايتهم أن يؤمنوا بلفظه من غير تصور لما أخبر به بل قد يقولون مع هذا إنه نفسه لم يكن يعلم معنى ما أخبر به لأن ذلك عندهم هو تأويل المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله
و أما الأدلة العقلية فقد لا يتصورون أنه أتى بالأصول العقلية الدالة على ما يخبر به كالأدلة الدالة على التوحيد و الصفات و منهم من يقر بأنه جاء بهذا مجملا و لا يعرف أدلته بل قد يظن أن ما يستدل به كالإستدلال بخلق الإنسان على حدوث جواهره هو دليل الرسول
و كثير من هؤلاء يعتقدون أن في ذلك ما لا يجوز أن يعلم بالعقل كالمعاد و حسن التوحيد و العدل و الصدق و قبح الشرك و الظلم