عن فترة الوحى ( فبينما أنا أمشى سمعت صوتا فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء و الأرض فجئثت حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلى فقلت زملونى زملوني فزملوني فأنزل الله تعالى ( يا أيها المدثر قم فأنذر إلى قوله و الرجز فاهجر )
فهذا يبين أن ( المدثر ( نزلت بعد تلك الفترة و أن ذلك كان بعد أن عاين الملك الذي جاءه بحراء أولا فكان قد رأى الملك مرتين
و هذا يفسر حديث جابر الذي روى من طريق آخر كما أخرجاه من حديث يحيى بن أبي كثير قال سألت أبا سلمة بن عبدالرحمن عن أول ما نزل من القرآن قال ( يا أيها المدثر ( قلت يقولون ( إقرأ باسم ربك الذي خلق ( فقال أبو سلمة سألت جابر بن عبدالله عن ذلك [ و ] قلت له مثل ما قلت فقال جابر لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يمينى فلم أر شيئا و نظرت عن شمالي فلم أر شيئا و نظرت أمامي فلم أر شيئا و نظرت خلفي فلم أر شيئا فرفعت رأسي فرأيت شيئا فأتيت خديجة فقلت دثروني و صبوا علي ماء باردا فدثروني و صبوا علي ماء باردا (