فاسد كما قد بسط في مواضع
والحق أن كل ما سوى الله حادث و هو مفتقر إليه دائما و هو يبقيه و يعدمه كما ينشئه و يحدثه كما يحدث الحوادث من التراب و غيره ثم يفنيها و يحيلها إلى التراب و غيره
و هؤلاء إدعى كثير منهم أن كل ما سوى الله يعدم ثم يعاد و بعضهم قال هذا ممكن لكنه موقوف على الخبر و الخبر لم يتعرض لذلك بنفي و لا إثبات و هذا هو المعاد عندهم
و هذا لم يأت به كتاب و لا سنة و لا دل عليه عقل بل الكتاب و السنة يبين أن الله يحيل العالم من حال إلى حال كما يشق السماء و يجعل الجبال كالعهن و يكور الشمس إلى غير ذلك مما أخبر الله في كتابه لم يخبر أن جميع الأشياء تعدم ثم تعاد
ثم منهم من يقول إنها تعدم بعد ذلك لإمتناع و جود حوادث لا آخر لها كما تقوله الجهمية و هذا مما أنكره عليهم السلف و الأئمة كما قد ذكر في غير هذا الموضع
و هؤلاء إنما قالوا هذا طردا لقولهم بامتناع دوام جنس الحوادث و قالوا ما وجب أن يكون له إبتداء وجب أن يكون له إنتهاء كما قد بسط هذا و بين فساد هذا الأصل