جعلك كاذبا بالدين فجعل كذبه أنه أشرك و أنه أنكر المعاد و هذا ضد الذي ينكر ذاك جعله مكذبا بالدين و هذا جعله كاذبا بالدين و الأول فاسد من جهة العربية و الثاني فاسد من جهة المعنى فإن الدين هو الجزاء الذي كذب به الكافر و الكافر كذب به لم يكذب هو به
و أيضا فلا يعرف في المخبرأن يقال ( كذبت به ( بل يقال ( كذبته (
و أيضا فالمعروف فى ( كذبه ( أى نسبه إلى الكذب لا أنه جعل الكذب فيه فهذا كله تكلف لا يعرف في اللغة بل المعروف خلافه و هو لم يقل ( فما يكذبك ( و لا قال ( فما كذبك (
و لهذا كان علماء العربية على القول الأول قال ابن عطية و اختلف فى المخاطب بقوله ( فما يكذبك ( فقال قتادة و الفراء و الأخفش هو محمد صلى الله عليه و سلم قال الله له ( فما الذي يكذبك فيما تخبربه من الجزاء و البعث و هو الدين بعد هذه العبرة التى يوجب النظر فيها صحة ما قلت (
قال و يحتمل أن يكون الدين على هذا التأويل جميع شرعه و دينه